إن تفعيل المكتبات العامة لن يتحقق إلا بتغيير مفاهيم وثقافة مجتمعنا،
ففي الغرب على سبيل المثال تتطور خدمات المكتبات بناء على طلبات
المستفيدين، فعندما تزداد طلبات المستفيدين على تقديم خدمة معينة نجد أن
المكتبات تحاول أن تطور هذه الخدمة بحيث تلبي بأكبر قدر ممكن احتياجات
المستفيدين، وبالمقابل نجد أننا في مجتمعاتنا نطور في الخدمات ونسهل سبل
الوصول إلى المكتبات من أجل تحفيز المستفيدين على استخدام المكتبة!
وفي المقابل تبقى مكتباتنا كما هي خالية من الرواد!
ليست القضية في ظني فقط إنشاء مكتبات جديدة، أو دعم هذه المكتبات
بالكوادر المتخصصة، أو وضع بوابات للمكتبات على الإنترنت، أو توفير مصادر
معلومات جديدة، أعتقد أن القضية أكبر بكثير من هذه الأمور ـ التي لا يختلف
على أهميتها اثنان ـ إنها قضية وعي أمة، ثقافة مجتمع.
من زار الغرب أو قدر له العيش فيه يعلم مقدار الجهود التي تبذل على جميع
المستويات، سواء في المنزل أو المدرسة، من أجل زرع عادة القراءة، وأذكر
أنني أثناء معرض للكتاب في موسكو لاحظت مقدار حب الشعب الروسي للقراءة،
حتى الفقراء من عمال النظافة كانوا يتهافتون على الكتب، وإن أنسى لا أنسى
تلك الفرحة على وجه فتاة كانت تدرس اللغة العربية في جامعة روسية حين
قدمت لها بعض الكتب الإعلامية والتاريخية حول المملكة باللغة العربية،
فردت قائلة أشكرك فقد أمنت لي زاداً يكفيني لمدة عام، إنهم يعتبرون
الكتاب مثل الطعام فهو يؤمن الغذاء للعقل كما يؤمن الأكل الغذاء للجسم،
أما في أمريكا فحدث ولا حرج، إنها أمم عرفت أهمية القراءة، فربت أبناءها
على حبها، أما نحن فأعتقد أننا أمة غير قارئة، لذا ليس من المنطق أن
نهدر أموالنا في مكتبات مكدسة بالكتب وخالية من القراء.
ما الحل إذن؟
هل نقف مكتوفي الأيدي؟
أعتقد أن الحل المناسب هو غرس عادة القراءة في أطفالنا منذ الصغر، وأن
نعيد برمجة حياتنا حتى تكون المعلومة جزء منها، ونضطر إلى أن نبحث عن
المعلومات حتى نستطيع العيش، عندها سيطالب المجتمع بمكتبات عامة تلبي
احتياجاتهم، وعندها ستضطر الجهة المشرفة على المكتبات العامة ـ سواء
كانت وزارة التربية والتعليم أو وزارة الثقافة والإعلام ـ لتحسين هذه
المكتبات ودعمها.
ففي الغرب على سبيل المثال تتطور خدمات المكتبات بناء على طلبات
المستفيدين، فعندما تزداد طلبات المستفيدين على تقديم خدمة معينة نجد أن
المكتبات تحاول أن تطور هذه الخدمة بحيث تلبي بأكبر قدر ممكن احتياجات
المستفيدين، وبالمقابل نجد أننا في مجتمعاتنا نطور في الخدمات ونسهل سبل
الوصول إلى المكتبات من أجل تحفيز المستفيدين على استخدام المكتبة!
وفي المقابل تبقى مكتباتنا كما هي خالية من الرواد!
ليست القضية في ظني فقط إنشاء مكتبات جديدة، أو دعم هذه المكتبات
بالكوادر المتخصصة، أو وضع بوابات للمكتبات على الإنترنت، أو توفير مصادر
معلومات جديدة، أعتقد أن القضية أكبر بكثير من هذه الأمور ـ التي لا يختلف
على أهميتها اثنان ـ إنها قضية وعي أمة، ثقافة مجتمع.
من زار الغرب أو قدر له العيش فيه يعلم مقدار الجهود التي تبذل على جميع
المستويات، سواء في المنزل أو المدرسة، من أجل زرع عادة القراءة، وأذكر
أنني أثناء معرض للكتاب في موسكو لاحظت مقدار حب الشعب الروسي للقراءة،
حتى الفقراء من عمال النظافة كانوا يتهافتون على الكتب، وإن أنسى لا أنسى
تلك الفرحة على وجه فتاة كانت تدرس اللغة العربية في جامعة روسية حين
قدمت لها بعض الكتب الإعلامية والتاريخية حول المملكة باللغة العربية،
فردت قائلة أشكرك فقد أمنت لي زاداً يكفيني لمدة عام، إنهم يعتبرون
الكتاب مثل الطعام فهو يؤمن الغذاء للعقل كما يؤمن الأكل الغذاء للجسم،
أما في أمريكا فحدث ولا حرج، إنها أمم عرفت أهمية القراءة، فربت أبناءها
على حبها، أما نحن فأعتقد أننا أمة غير قارئة، لذا ليس من المنطق أن
نهدر أموالنا في مكتبات مكدسة بالكتب وخالية من القراء.
ما الحل إذن؟
هل نقف مكتوفي الأيدي؟
أعتقد أن الحل المناسب هو غرس عادة القراءة في أطفالنا منذ الصغر، وأن
نعيد برمجة حياتنا حتى تكون المعلومة جزء منها، ونضطر إلى أن نبحث عن
المعلومات حتى نستطيع العيش، عندها سيطالب المجتمع بمكتبات عامة تلبي
احتياجاتهم، وعندها ستضطر الجهة المشرفة على المكتبات العامة ـ سواء
كانت وزارة التربية والتعليم أو وزارة الثقافة والإعلام ـ لتحسين هذه
المكتبات ودعمها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق