المكتبات هى نوافذ الشعوب على العلم والثقافة والفكر، ومن المأثور القول المعروف " إذا أردت أن تعرف ما بعقل أمه فأنظر إلى مكتباتها "
وهذا يشير إلى أهمية المكتبات بأنواعها المختلفة كمنارات فكرية ترحب بالمستفيدين منها فى أى مكان أو أى زمان ، وتقدم لهم خدمات مجانية توسع مداركهم ومعلوماتهم.
وسوف اتناول نبذة مختصرة عن تاريخ المكتبات فى مصر القديمه:-
يعتقد البعض أن فكرة المكتبة فكرة وليدة القرن التاسع عشر شأنها شأن معظم الأفكار الحضارية التي عرفها العالم بعد انطلاق الثورة الفرنسية .. لكنهم جانبوا الصواب كثيراً في هذا الاعتقاد .. ارتبط تاريخ المكتبات بالشرق القديم الذي قامت فيه عدد من الحضارات وما زال العالم يهتم بتشييد المكتبات حتى وقتنا الحاضر.
الإنتاج الفكرى لدى المصريين القدماء كان متنوع ومتعدد الألوان ، يمكن حصره فى:
1- قوائم الطعام والملابس التى يوصى بها للموتى.
2- نصوص الصلوات مع ترجمة ذاتية لسيرة الميت والتى عرفت ب"تعاليم الحكمة"والتى تضمنت بعض المواعظ والإرشادات والتحذيرات.
3- شكاوى الفلاح الفصيح والتى كان يرجو فيها العدل ورفع الظلم.
4- الأغانى الشعبية "أغانى الميناء" التى ترسم صور الحياة الآخرة وما فيها.
5- النثر والشعر والخطابة.
6- المراسلات مع البلاد والدول المجاورة.
7- الفلك، الطب، والتقاويم، والسحر، والزراعة.
8- أهم لون من ألوان الإنتاج الفكرى هو "كتاب الموتى" وهو عبارة عن عدة فصول (حوالى 192 فصل) يتناول كل فصل موضوعاً معيناً ، وتدور كلها حول كيفية الصلوات والدعوات والتوبة والعبارات والجمل التى ينبغى أن يقولها فى الحياة الأبدية......الخ
طالما تنوعت وتعددت ألوان الإنتاج الفكرى لدى المصريين القدماء ؛فلابد من وجود مكتبات تحفظ هذا الإنتاج وإن اختلفت المسميات التى اطلقت على تلك المكتبات ، ومن هذه المسميات :
- دار اللفافات البردية .
- دار لفافات الكتب.
- بيت البرديات....الخ.
ومن الملاحظ أن هذه المسميات مأخوذة من أسماء المواد المستعملة فى الكتابة والتدوين أو حتى أشكالها، ومن أمثلة المكتبات المصرية القديمة:
* مكتبة معبد إدفو "بيت البرديات":
وقد نقش إسم المكتبة على المدخل وكذلك فهرس المكتبة الذى حمل عنوان " قائمة بخزنات الكتب المصنوعة من اللفافات " وقد إشتمل هذا الفهرس على سجلين أحدهما احتوى على 12 رأس موضوع والآخر احتوى على 22 رأس موضوع ، ويبدوا أن كل رأس كان يعبر عن مجموعة من المدونات والمخطوطات التى جمعت فى خزانة واحدة.
* مكتبة رمسيس الثانى :
ابن سيتى الأول ابن رمسيس الأول ، وقد أطلق على هذه المكتبة إسم " جامعة المكتبة " على إعتبار أنها كانت ملحقة بالمدرسة العليا " الأكاديمية " التى أنشأنها سيتى الأول لتدريس علوم اللغة ، الرياضيات ، الفلك والقانون ....الخ ، وهى المدرسة التى كانت تخرج الكتاب وقد بلغ مجموع ما بها من مقتنيات حوالى عشرين ألف كتاب.
* مكتبة الأسكندرية القديمة:
تعد مكتبة الإسكندرية القديمة أشهر مكتبات العالم القديم التى تم إنشاؤها فى عصر البطالمة ،فلم تكن أكبر المكتبات فى ذلك الوقت فحسب ، بل إنها اقترنت بالأبحاث العلمية أيضاً وتردد عليها العلماء من جميع أنحاء العالم ، وحتى بعد اندثار المكتبة منذ أكثر من 1600 عام فقد ظلت مكتبة الإسكندرية راسخة فى أذهان العلماء والمسئولين حتى يومنا هذا)*
* ياسر رجب على سليمان. المدخل التاريخى للكتب والمكتبات .- ط1 .- المنيا :دار البهاء،2006.