الببليوجرافيا
التعريف
اللغوى والاصطلاحى
ببليوجرافيا:
(بالإنجليزية:
Bibliography) من
الكلمات غير العربية التي دخلت إلى اللغة
العربية معربة في العصر الحديث، وقد
جاءت هذه الكلمة أصلا من اللغة
اليونانية أو اللاتينية وهي مركبة من
كلمتين هما:
Biblion كتيب
وهي صورة التصغير للمصطلح Biblios
بمعني
كتابة، وكلمة Graphia
وهي
اسم الفعل المأخوذ من Graphein
بمعني
ينسخ أو يكتب، وقد كانت ببليوجرافيا تعني
منذ ظهورها خلال العصر الإغريقي وحتى
القرن السابع عشر "نسخ
الكتب"
وظلت
تحمل نفس المعني حتى تحول مدلولها في
النصف الثاني من القرن الثامن عشر من "نسخ
الكتب"
أو"
كتابة
الكتب"
إلي
"الكتابة
عن الكتب".
إذن
الببليوجرافيا كلمة تتكون من مقطعين
ببليو معناها كتاب وجرافيا تعني وصف ولهذا
فإن ابسط تعريف للكلمة هو وصف الكتب.
ثم
تطور التعريف بعد ذلك والعلم نفسه ,
وأصبح
حصر للكتب فى مجال محدد.
والببليوجرافيات
هي البيانات الببليوجرافية — كاسم المؤلف،
عنوان الوعاء، الطبعة، بيانات النشر،
عدد الصفحات… عن أوعية المعلومات سواء
أكانت نوعية واحدة فقط أو عدة نوعيات معا.
وقد
جرت محاولات عربية بديلة لكلمة ببليوجرافيا
مثل كلمة وراقة وكلمة ثبت ولم تلق الكلمات
البديلة قبولا لدى المكتبين العرب فبقيت
الكلمة ببليوجرافيا هي المستخدمة..
وقد
عرف قاموس أكسفورد "ببليوجرافيا"
بأنها
(نسخ
أو كتابة الكتب، وصف وتاريخ الكتب من
ناحية التأليف والطباعة والنشر وغير ذلك،
قائمة بالكتب الخاصة بمؤلف أو ناشر أو
وطن أو فكرة معينة أو موضوع معين).
تشتمل
القائمة الببليوجرافية في العادة علي
حصر شامل أو غير شامل به بيانات ببليوجرافية
عن مصادر المعلومات المستقلة مثل الكتب
أو الرسائل الجامعية أو الدوريات وغير
ذلك، وقد تقتصر الببليوجرافية علي نوع
واحد مثل الكتب وقد تغطي نوعين أو أكثر
من أنواع مصادر المعلومات، وهي قائمة
مرتبة وفقا لنظام ما بالمصادر الخاصة
بموضوع معين أو شخص معين أو تلك الصادرة
في فترة زمنية معينة أو في مكان محدد.
إن
ظهور وتطور الببليوجرافيا كان مرتبطا
إلى حد كبير بإنتاج الكتب ، فعندما كانت
المخطوطات هي الشكل المتداول للكتب ،
وكان تداولها محدوداً ، لم تكن الحاجة
ملحة إلى الببليوجرافيات ، ومع ذلك ظهر
عدد محدود منها آنذاك ، ومن أوائل
الببليوجرافيات التي ظهرت على شكل قائمة
تحتوي على مؤلفات لمؤلف معين هي :
"A Book about my own books " وضعها
الطبيب اليوناني Claude
Galen في
القرن الثاني الميلادي ، وتبرز أهمية هذه
القائمة في تعبيرها عن الفكرة الببيلوغرافية
آنذاك .
أ-
تعتبر
كلمة ببليوجرافيا في الوقت الحاضر من
الكلمات الواسعة الانتشار حيث تستخدم من
قبل المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات
في معظم دول العالم.
ب-
أصبحت
كلمة ببليوجرافيا مصطلحا معربا راسخ
الاستخدام من قبل كافة المؤتمرات والمنظمات
المتخصصة والباحثين في مجال المكتبات
والمعلومات في الوطن العربي.
ج-تستخدم
طرق عديدة في ترتيب الببليوجرافيات ـ أي
ترتيب المواد داخل العمل الببليوجرافي
ـ منها:
(الترتيب
الهجائي، الترتيب المصنف، الترتيب الزمني،
الترتيب الجغرافي، الترتيب الشكلي،
الترتيب وفقا لمؤسسات النشر).
د-
وتتميز
الببليوجرافيات باتساع التغطية وباشتمالها
علي مصادر المعلومات الرئيسة.
ه-
الببليوجرافيات
تكتفي بالإشارات الببليوجرافية فقط
للأوعية دون ذكر المكتبات أو مراكز
المعلومات التي توجد بها هذه الأوعية.
يمكننا
تشبه القائمة الببليوغرافية بخريطة .
فهي
دليل للمكتبي في عالم الكتب المضطرب
الواسع وغيره من أشكال مصادر المعلومات
كما لايمكن للملاح أن يبحر دون خريطة
فالمكتبي لا يمكن تأدية دوره بفاعلية دون
الأدوات الببليوغرافية ، ومن وجهة نظر
المستفيد الذي قد لا يدرك الفروق الدقيقة
في الببليوجرافيا فإن الببليوجرافيا
تلبي حاجة أساسية ,
فهو
قد يعرف ماذا يريد ، ولكنه ليس متأكداً
من وجود مايحتاجه ,
الأهم
من ذلك أين يجد ما يحتاج إليه ,
وهنا
الببليوجرافيا تقدم له الأجابة على مايريد
.
وإن
طلب كتاب بعنوان أو مؤلفه ...
لهو
سؤال عادي ,
وعادة
ما يجيبنا على ذلك فهرس المكتبة البطاقي
,ولكن
هذا الفهرس لايفيدنا أذا كان المطلوب جزء
داخل كتاب أو أذا كان الكتاب غير متوافر
بالمكتبة ,أو
أن يكون المطلوب من المواد غير مدرجة
بالفهرس مثل النشرات ...
الخ
,
بالإضافة
الى احتمالات عدم دقة المستفيد في معرفة
العنوان أو المؤلف ..الخ
.
ويصبح
الفهرس هنا عاجزاً عن الخدمة ويجئ دور
الادوات الببليوجرافيا التي تقدم الحل
المناسب للمستفيد وبذلك فإن الهدف من
الببليوجرافيات هو المساعدة في الوصول
الى المواد ,
أي
تحديدها أو معرفة مكانها أو الاختيار من
بينها أذ تفرض الببليوجرافيات نوعاً من
التنظيم على الحجم المتضخم من مصادر
المعلومات .
تستطيع
الببليوجرافيات أن تحقق الفوائد التالية:
- تدل الباحث علي المصادر الخاصة بموضوع بحثه عبر كل الامتدادات التي يرغبها زمنيا ومكانيا ولغويا وموضوعيا.
- تساعد الباحث علي الاختيار والانتقاء للمصادر التي يرغبها كما ترشده إلي مصادر لم تخطر بباله.
- تمكن الباحث من التحقق من معلومات معينة والعمل علي استكمالها أو تصحيحها.
- تعتبر الببليوجرافيات مفاتيح مصادر المعلومات وهي توفر الجهد والوقت والتكاليف ومن ثم يكون إنجاز الدارس لبحثه أسرع وأشمل وأدق وأكثر كفاءة.
نظرياً
ينبغي أن تشمل كل الإنتاج الفكري في جميع
أوعية المعلومات منذ بدء التاريخ حتى
وقتنا الراهن ,
أي
أن تكون سجلا عالميا للفكر البشري وهذا
الحلم مستحيل بالطبع ولكننا نذكره من
الناحية النظرية فقط ,
أما
في التطبيق العملي فيقصد بها الببليوجرافيات
غير المحدودة بزمن أو قطر أو لغة أو شكل
من أشكال المواد بعينها والمثال على ذلك
المشروع الببليوغرافي Lafontian
Otlet الذي
تجمع فيه أكثر من 12
مليون
بطاقة للإنتاج الفكري العالمي ’ إلا أنها
لا تعتبر مساهمة كاملة في الببليوغرافية
العالمية ,
وقد
يكون المدخل المناسب لذلك هو الفهارس
المنشورة للمكتبات العالمية الكبرى
مثل المتحف البريطاني و المكتبة
الوطنية الفرنسية بباريس ومكتبة لينين
بموسكو و مكتبة الكونجرس .
تهتم
معظم البلاد حالياً بإصدار ببليوجرافياتها
الوطنية التي تتولى تسجيل المواد التي
تنشر في بلادها ,
وتتولى
نشر الببليواغرفيات الوطنية في معظم
الأحوال بصورة رسمية المكتبات الوطنية
بهذه البلاد ,
وتعتمد
هذه المكتبات في تسجيل ببليوجرافياتها
الوطنية على نسخ من المطبوعات لتي تودع
بها طبقا لما يحدده قانون الإيداع وتضع
الببليوجرافيات الوطنية لنفسها حدوداً
من حيث فترة التغطية وشكل المواد المتضمنة
,
وبالرغم
من أن الجهات التي تتولى أصدارها عادة
ماتكون جهات حكومية رسمية ,
ألا
أن هناك استثناءات .
منها
على سبيل المثال الولايات المتحدة وهولندا
اللتان تنشران ببليوجرافياتهما الوطنية
على أساس تجاري ,
وببليوجرافيا
المملكة المتحدة التي يتولى نشرها مجلس
يمثل المكتبات والناشرين وباعة الكتب .
أن
الببليوجرافيات التي تكون لأكثر اللغات
أهمية ذات قيمة للمكتبيين والمشتغلين
بتجارة الكتب ,
وأن
الكشاف التجميعي للكتب The
Cumulative Book Index يحاول
أن يعمل ذلك بالنسبة للغة الانجليزية
وكذلك تعمل الببليوغرفيات الفرنسية
المناظرة له حيث تضم المطبوعات الصادرة
باللغة الفرنسية ليس فقط داخل فرنسا ,
بل
في بلجيكا وسويسرا والبلاد الناطقة
بالفرنسية ,
وتجتهد
في ذلك لأن تغطي ما صدر بالفرنسية تغطية
كاملة .
ولو
نظرنا الى ببليوجرافيا العربية بالمعنى
العام الشامل للغة العربية لوجب علينا
أن لا نقتصر على الكتب التي تصدر في الاقطار
العربية ,
وأنما
يجب أن تضم بالاضافة الى ماصدر في اقطار
الوطن العربي كل ما صدر باللغة العربية
في الأقطار غير العربية ,
كالهند
وتركيا وقبرص ...
مادامت
صدرت باللغة العربية .
ويقصد
بها قوائم الكتب التي تطبع أو المعدة
للبيع ,
يعدها
ويجمعها ناشر أو بائع كتب أو حتى مجموعة
منهم ,
وعندما
تجمع هذه القوائم في قائمة واحدة فإنها
تسمى أيضاً ببليوغرافية تجارية.
وهي
ببليوجرافيا تسجل ماصدر في أقليم معين
بين مجموعة من الأقطار التي تربطها وحدة
ما .
تختلف
الببليوجرافيات الموضوعية في الحجم ومدى
التغطية وفي طريقة التناول تبعا للغرض
الذي تسعى لخدمته ومثل هذه الببليوجرافيات
تكون محدودة بمجال أو أكثر ,
وتعد
الببليوجرافيات الموضوعية من أهم أدوات
البحث العلمي ,
وهي
التي توصل الباحثين بالتطورات الحديثة
في مجالاتهم ,
فهي
أداة لا يمكن الاستغناء عنها في البحث
العملي وقد تخصصت هيئات ومراكز بحوث
للعناية بهذا النوع من الخدمات الببليوغرافية
لتيسير ذلك الباحثين .
وهذه
الببليوجرافيات هي التي تشتمل على مؤلفات
كاتب معين ,
وهذا
النوع من الببليوجرافيات الشخصية يمكن
أن يكون بسيطا لا يعدو أن يكون قائمة وصفية
بأعمال مؤلف من المؤلفين تلحق بنهايته
ترجمة أو تعريف به ,
والمثال
على هذه الببليوجرافيات في اللغة العربية
"
مؤلفات
الغزالي "
و
"
مؤلفات
أبن خلدون "
لعبد
الرحمن بدوي و "
مؤلفات
ابن سينا "
لجورج
شحاته ,
وفي
هذه القوائم قد ترتب أعمال المؤلف زمنياً
بحسب تواريخ نشر طبعاتها ,
وقد
ترتب موضوعياً وتحت كل موضوع ترتب هجائيا
بالعنوان وقد ترتب هجائياً بالعنوان بصرف
النظر عن الموضوع .
أي
ببليوجرافيات تخصص نفسها لموضوع من
موضوعات الشكل الأدبي :
كالشعر
,
القصة
,
المسرحية
...الخ
.
وهي
تكرس نفسها لفترة معينة مثل الكتب التي
صدرت في النصف الأول من القرن الثامن عشر
.
مثل
ببليوجرافيات بالكتب الممنوعة أو بأكثر
الكتب مبيعاً أو الكتب المترجمة .
- مثل ببليوجرافيات بالطبعات المتعددة للكتب المقدسة مثل القرأن والانجيل , أو بالطبعات المتعددة لمقدمة أبن خلدون أو هاملت ..الخ
وهي
الأدلة التي تسجل قوائم المطبوعات
الببليوغرافية .
وممكن
أن نقسم الببليوجرافيات إلي نوعين هما:
ويطلق
عليها أحيانا الببليوجرافيات النقدية
وهي تشمل شرح كل الحقائق المتعلقة بأساليب
التحول والانتقال من المخطوط إلي المنتج
النهائي أي الاهتمام بالوصف المادي للكتاب
وكذلك الاختلافات النصية بين المخطوط
والكتاب المطبوع وبين الطبعات المختلفة
للكتاب الواحد أو ما يسمي بتاريخ حياة
الكتاب.
وهي
عبارة عن قوائم نسقية تهدف التعريف
بالإنتاج الفكري الذي يصدر في نطاق جغرافي
معين كما هو الحال مثلا بالنسبة
للببليوجرافيات القومية أو الإنتاج
الفكري المتخصص في موضوع معين كما هو في
الببليوجرافيات المتخصصة أو الإنتاج
الفكري الذي يتميز بخصائص وظيفية معينة
كما هو الحال في الببليوجرافيات الخاصة
بالأطروحات والببليوجرافيات الخاصة
بالدوريات.
وهناك
أكثر من أساس نستطيع عن طريقه أن نقسم
الببليوجرافيات إلي أنواع
مثل :
(وفقا
للحدود الجغرافية للتغطية فنجد
الببليوجرافيات العالمية والإقليمية،
ووفقا للحدود الزمنية للتغطية فنجد
الببليوجرافيات الراجعة والببليوجرافيات
التجارية، ووفقا للحدود الموضوعية للتغطية
فنجد الببليوجرافيات الشاملة والببليوجرافيات
الموضوعية، ووفقا للحدود النوعية للتغطية
فنجد ببليوجرافيات الدوريات وببليوجرافيات
الرسائل الجامعية وببليوجرافيات
التقارير.......)،
وإذا
جمعنا أكثر من أساس واحد لتقسيم هذه
الببليوجرافيات إلي أنواع فنجد أنها ممكن
أن تقسم إلي الأنواع التالية:
- الببليوجرافيات الشاملة:
وهي
تلك التي تهتم بحصر ووصف الإنتاج الفكري
بصفة عامة دون التقيد بمجال موضوعي معين
وأنما تستوعب كل المؤلفات في كل الموضوعات
دون تمييز، وتنقسم هذه النوعية إلي :
- الببليوجرافيات القومية:
وهي
تحصر وتصف الإنتاج الفكري لدولة معينة
سواء ما صدر داخل الدولة أو خارج الدولة
كموضوع أو ما ينشر لمواطني الدولة خارج
حدودها مثل (النشرة
المصرية للمطبوعات 1955)و(الببليوجرافيات
الجزائرية 1965).
- الببليوجرافيات التجارية:
وهي
عبارة عن حصر ووصف لمحتويات فهارس الناشرين
والموزعين وتجار الكتب وتقتصر في تغطيتها
علي ما يصدره ناشروا الدولة من إنتاج
فكري، مثل (دليل
الكتاب المصري)
الذي
بدأت الهيئة المصرية العامة للكتاب في
إصداره منذ عام 1972.
2-
الببليوجرافيات
المتخصصة:
هي
التي تهتم بحصر ووصف الإنتاج الفكري
المتخصص في موضوع معين وعادة ما تحرص هذه
الببليوجرافيات علي تغطية الإنتاج الفكري
بكل أشكاله وعلي اختلاف لغاته وذلك في
إطار حدودها الموضوعية، مثل :
(محمد
فتحي عبد الهادي.الدليل
الببليوجرافي للإنتاج الفكري العربي في
العلوم الاجتماعية، محمد فتحي عبد الهادي.
الدليل
الببليوجرافي للإنتاج الفكري العربي في
مجال المكتبات والتوثيق).
3
- الببليوجرافيات
المعيارية:
وهي
تهم بحصر ووصف الإنتاج الفكري المناسب
لمستويات دراسية معينة أو فئة معينة من
المكتبات، مثل :(دليل
الكتب للمكتبات المدرسية/
لوزارة
التربية والتعليم وهي تشتمل علي الكتب
المناسبة لمراحل دراسية معينة وذلك لأغراض
الاختيار في المكتبات المدرسية).
4
- الببليوجرافيات
النوعية:
وهي
تلك الببليوجرافيات التي تهتم بحصر ووصف
شكل معين من أشكال الإنتاج الفكري، ومن
أبرز هذه الأشكال :
الدوريات،
الرسائل الجامعية، أعمال المؤتمرات،
تقارير البحوث، المطبوعات الرسمية، ومن
أمثلة هذه الببليوجرافيات النوعية :
الدليل
الببليوجرافي للرسائل الجامعية في مصر.
هناك تعليق واحد:
شكرااااااا على المعلومات
إرسال تعليق